٢٠١٥ حالة انعدام األمن الغذايئ يف العامل تحقيق الغايات الدولية الخاصة بالجوع لعام 2015: تقييم التقد م املتفاوت
الرسائل الرئيسية Jيعاني نحو 795 مليون نسمة من نقص التغذية على مستوى العالم بعدما تراجع بنحو 167 مليون نسمة خالل العقد األخير وبنحو 216 مليونا مقارنة بالفترة 1992-1990. ويبرز التراجع بصورة أكبر في األقاليم النامية على الرغم من النمو السكاني الكبير. وفي خالل السنوات األخيرة أعاق النمو االقتصادي األكثر بطئا واألقل شموال إلى جانب عدم االستقرار السياسي في بعض األقاليم النامية مثل أفريقيا الوسطى وآسيا الغربية مسيرة التقد م. Jيمث ل عام 2015 نهاية فترة الرصد للغايات المتصلة بالجوع لمؤتمر القمة العالمي لألغذية واألهداف اإلنمائية لأللفية. وفي األقاليم النامية ككل تراجعت نسبة السكان الذين يعانون من نقص التغذية من إجمالي عدد السكان من 23.3 في المائة في الفترة 1992-1990 إلى 12.9 في المائة. وأحرزت بعض األقاليم على غرار أمريكا الالتينية وشرق وجنوب شرقي آسيا والقوقاز وآسيا الوسطى وإقليما أفريقيا الشمالية والغربية تقد ما سريعا. كما سج ل تقد م في آسيا الجنوبية وأوسيانيا ومنطقة البحر الكاريبي وأفريقيا الجنوبية والشرقية ولكن بوتيرة أبطأ من أن تبلغ الغاية ج الخاصة بالجوع للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية التي تقتضي تخفيض نسبة الذين يعانون من نقص التغذية المزمن إلى النصف. األقاليم بما في ذلك أفريقيا الغربية وجنوب شرقي آسيا وأمريكا الجنوبية انخفض معد ل نقص التغذية بصورة أسرع من معد ل نقص الوزن لدى األطفال ما يشير إلى إمكانية تحسين جودة النظم الغذائية وظروف النظافة والوصول إلى المياه النظيفة ال سي ما لمجموعات السكان األكثر فقرا. Jيمث ل النمو االقتصادي عامل نجاح رئيسي للحد من نقص التغذية ولكن ينبغي أن يكون شامال وأن يوف ر فرصا لتحسين السبل المعيشية للفقراء. ويعتبر تعزيز إنتاجية وإيرادات صغار المزارعين األسريين أساسيا لتحقيق التقد م. Jاكتست نظم الحماية االجتماعية أهمية بالغة في مجال تعزيز التقد م باتجاه تحقيق الغايات الخاصة بالجوع والفقر في سياق الهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية في عدد من البلدان النامية. وتساهم الحماية االجتماعية بصورة مباشرة في الحد من الفقر والجوع وسوء التغذية من خالل تعزيز أمن الدخول والوصول إلى تغذية ورعاية صحية وتعليم أفضل. وعن طريق تحسين القدرات البشرية ومواجهة آثار الصدمات تد عم الحماية االجتماعية قدرة الفقراء على المشاركة في النمو عبر وصول أفضل إلى العمل. J J J J Jبلغ ما مجموعه 72 بلدا ناميا من أصل 129 أو أكثر من نصف البلدان التي تم رصدها الغاية ج الخاصة بالجوع للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية. وتمتع معظمها بظروف من االستقرار السياسي والنمو االقتصادي اقترنت عادة بسياسات للحماية االجتماعية موج هة نحو المجموعات الضعيفة من السكان. Jبالنسبة إلى األقاليم النامية عموما تراجع كل من مؤشري الغاية ج للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية معد ل انتشار نقص التغذية ونسبة نقص الوزن لدى األطفال دون سن الخامسة. وفي بعض Jأد ت الكوارث الطبيعية وتلك التي هي من صنع اإلنسان أو عدم االستقرار السياسي في العديد من البلدان التي عجزت عن بلوغ الغايات الدولية الخاصة بالجوع إلى أزمات ممتدة تتالزم مع زيادة المخاطر وانعدام األمن الغذائي لدى شرائح واسعة من السكان. وفي سياقات كهذه كانت التدابير اآليلة إلى حماية مجموعات السكان المعر ضين للمخاطر وتحسين السبل المعيشية صعبة التنفيذ أو غير فعالة. J J J
٢٠١٥ حالة انعدام األمن الغذايئ يف العامل تحقيق الغايات الدولية الخاصة بالجوع لعام 2015: تقييم التقد م املتفاوت منظمة األغذية والزراعة لألمم املتحدة روما ٢٠١٥
االقتباس المطلوب: منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج األغذية العالمي ٢٠١٥. حالة انعدام األمن الغذائي في العالم ٢٠١٥ تحقيق الغايات الدولية الخاصة بالجوع لعام 2015: تقييم التقد م المتفاوت. روما منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة. األوصاف المستخدمة في هذه المواد اإلعالمية وطريقة عرضها ال تعبر عن أي رأي خاص لمنظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة أو للصندوق الدولي للتنمية الزراعية أو لبرنامج األغذية العالمي في ما يتعلق بالوضع القانوني أو التنموي ألي بلد أو إقليم أو مدينة أو منطقة أو في ما يتعلق بسلطاتها أو بتعيين حدودها وتخومها. وال تعبر اإلشارة إلى شركات محددة أو منتجات بعض المصنعين سواء كانت مرخصة أم ال عن دعم أو توصية من جانب منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة أو الصندوق الدولي للتنمية الزراعية أو برنامج األغذية العالمي أو تفضيلها على مثيالتها مما لم يرد ذكره. األوصاف المستخدمة في الخرائط وطريقة عرض موضوعاتها ال تعبر عن أي رأى خاص لمنظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة أو للصندوق الدولي للتنمية الزراعية أو لبرنامج األغذية العالمي في ما يتعلق بالوضع القانوني أو الدستوري ألي بلد أو إقليم أو مجال بحري أو في ما يتعلق بتعيين حدود كل منها. ISBN 978-92-5-608785-0 تشجع منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة استخدام هذه المواد اإلعالمية واستنساخها ونشرها. وما لم يذكر خالف ذلك يمكن نسخ هذه المواد وطبعها وتحميلها بغرض الدراسات الخاصة واألبحاث واألهداف التعليمية أو االستخدام في منتجات أو خدمات غير تجارية على أن يشار إلى أن المنظمة هي المصدر واحترام حقوق النشر وعدم افتراض موافقة المنظمة على آراء المستخدمين وعلى المنتجات أو الخدمات بأي شكل من األشكال. ينبغي توجيه جميع طلبات الحصول على حقوق الترجمة والتصرف وإعادة البيع باإلضافة إلى حقوق االستخدامات التجارية األخرى إلى العنوان التالي: www.fao.org/contact-us/licence-request أو إلى:.copyright@fao.org تتاح المنتجات اإلعالمية للمنظمة على موقعها التالي: www.fao.org/publications ويمكن شراؤها بإرسال الطلبات إلى: publications-sales@fao.org FAO 2015
٤ مقد مة ٦ شكر وتقدير ٨ نقص التغذية حول العالم في عام 2015 االتجاهات العالمية ٨ استمرار الفروق الشاسعة بين األقاليم ١٠ االستنتاجات الرئيسية ١٧ المحتويات ١٩ مضمون غاية القضاء على الجوع: مقارنة االتجاهات في نقص التغذية ونقص الوزن لدى األطفال األنماط اإلقليمية ١٩ االستنتاجات الرئيسية ٢٥ ٢٦ األمن الغذائي والتغذية: محر كات التغيير النمو االقتصادي والتقدم المحرز باتجاه تحقيق غايات األمن الغذائي والتغذية ٢٧ مساهمة الزراعة األسرية وزراعة الحيازات الصغيرة في األمن الغذائي والتغذية ٣١ أوجه الترابط بين التجارة الدولية واألمن الغذائي ٣٣ أهمية الحماية االجتماعية بالنسبة إلى اتجاهات الجوع بين عامي 1990 و 2015 ٣٥ األزمات الممتدة والجوع ٣٧ االستنتاجات الرئيسية ٤٢ ٤٤ الملحق الفني ٤٤ الملحق ١: انتشار نقص التغذية والتقدم المحرز نحو بلوغ هدف مؤتمر القمة العالمي لألغذية وغاية الهدف اإلنمائي لأللفية في األقاليم النامية ٤٨ الملحق ٢: منهجية لتقدير األمن الغذائي والتقدم المحرز نحو تحقيق الغايات الدولية الخاصة بالجوع ٥٣ الملحق ٣: مسرد بمصطلحات مختارة مستخدمة في هذا التقرير ٥٤ الحواشي
مقد مة يقي م التقرير السنوي حول حالة انعدام األمن الغذائي في العالم لهذا العام التقد م المحرز باتجاه تحقيق األهداف المتصلة بالجوع والمحددة دوليا ويتناول ما الذي ينبغي القيام به في معرض انتقالنا إلى الخطة الجديدة للتنمية المستدامة لمرحلة ما بعد 2015. وقد قطعت الدول األعضاء في األمم المتحدة التزامين رئيسيين اثنين من أجل التصد ي للجوع في العالم. فقد جاء االلتزام األو ل في مؤتمر القمة العالمي لألغذية المنعقد في روما في عام 1996 حين التزمت 182 حكومة "... باستئصال الجوع في جميع البلدان والسعي مباشرة إلى الحد من عدد السكان الذين يعانون من نقص التغذية إلى نصف مستواهم الحالي بموعد أقصاه عام 2015". أما االلتزام الثاني فتمث ل في صياغة الهدف األو ل من األهداف اإلنمائية لأللفية الذي وضعه أعضاء األمم المتحدة في عام 2000 والذي يشمل ضمن غاياته "تخفيض نسبة السكان الذين يعانون من الجوع إلى النصف بحلول عام 2015". ونستعرض في هذا التقرير التقد م المحرز منذ عام 1990 في كل بلد وإقليم وكذلك على مستوى العالم ككل. نبدأ أو ال بالبشرى السارة: فبصورة شاملة لقد تحقق تقريبا االلتزام بخفض نسبة السكان الذين يعانون من الجوع والمتمث ل في بلوغ الغاية ج من الهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية على المستوى العالمي. واألهم من ذلك أن 72 بلدا من أصل 129 من البلدان التي ر صد تقد مها قد بلغت الهدف اإلنمائي لأللفية وحقق 29 منها أيضا الهدف الطموح لمؤتمر القمة العالمي لألغذية القاضي بخفض عدد سكانها الذين يعانون من نقص التغذية إلى النصف على األقل. وال تظهر االختالفات الواضحة في التقد م بين فرادى البلدان فحسب بل على مستوى األقاليم واألقاليم الفرعية أيضا. وقد انخفض استشراء الجوع بسرعة في آسيا الوسطى والشرقية وفي جنوب شرقي آسيا وكذلك في أمريكا الالتينية: ففي أفريقيا الشمالية تم الحفاظ على مستوى منخفض خالل فترات رصد األهداف اإلنمائية لأللفية ومؤتمر القمة العالمي لألغذية. وشهدت أقاليم أخرى بما فيها البحر الكاريبي وأوسيانيا وآسيا الغربية بعض التقد م باإلجمال إنما بوتيرة بطيئة. وكان التقد م في إقليمي آسيا الجنوبية وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بطيئا بصورة إجمالية على الرغم من تعد د قصص النجاح على المستويين القطري واإلقليمي الفرعي. ولطالما أحبطت عوامل من قبيل الحرب واالضطرابات األهلية ونزوح الالجئين الجهود الرامية إلى خفض الجوع في العديد من البلدان التي أحرزت تقد ما متواضعا حيث أد ت في بعض األحيان إلى زيادة أعداد الجياع. غير أن التقد م المحرز باتجاه تحقيق الغاية ج من الهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية ال ي قي م بقياس نقص التغذية أو الجوع فحسب بل من خالل مؤشر ثان أيضا - هو انتشار معدالت األطفال ناقصي الوزن دون سن الخامسة. وجاء التقد م مشابها بالنسبة إلى المؤشرين االثنين إنما أسرع قليال في حالة نقص التغذية. وفي حين سار المؤشران بصورة متوازية على مستوى العالم ككل إال أن هما اختلفا اختالفا ملحوظا على المستوى اإلقليمي بفعل العوامل المحد دة المتباينة لنقص الوزن عند األطفال. وعلى الرغم من التقد م الشامل يبقى الجوع تحديا يوميا لنحو 795 مليون نسمة حول العالم بما في ذلك 780 مليون نسمة في األقاليم النامية. وبالتالي ينبغي أن يظل استئصال الجوع التزاما رئيسيا لصانعي القرار على جميع المستويات. وفي تقرير حالة انعدام األمن الغذائي في العالم لهذا العام ال نقد ر التقد م الذي أحرز حتى اآلن فقط بل نحد د أيضا المشاكل المتبقية ونقد م توصيات حول كيفية التصدي لها. وبوجيز العبارة ال يوجد حل "واحد يناسب جميع الحاالت". وينبغي أن تتكي ف التدخالت مع الظروف بما في ذلك توافر األغذية والحصول عليها وكذلك آفاق التنمية الطويلة األمد. وال بد أن تكون الن ه ج مالئمة وشاملة مع وجود االلتزام السياسي المطلوب لضمان النجاح. وبالتالي ال يزال هناك الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به الستئصال الجوع وتحقيق األمن الغذائي في جميع أبعاده. ويبي ن هذا التقرير العوامل الرئيسية التي كانت مسؤولة عن النجاح المحرز حتى اليوم في بلوغ الغاية ج الخاصة بالجوع للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية كما يوف ر التوجيهات بشأن السياسات التي ينبغي التأكيد عليها في المستقبل. ويوف ر النمو الشامل فرصا لمن لديهم أصول ومهارات ضئيلة ويحس ن السبل المعيشية وإيرادات الفقراء ال سيم ا في مجال الزراعة. وبالتالي فهو من األدوات األكثر فعالية لمكافحة الجوع وانعدام األمن الغذائي وإحراز تقد م مستدام. 4 حالة انعدام األمن الغذائي في العالم ٢٠١٥
ويشك ل تعزيز إنتاجية الموارد التي يتوالها صغار المزارعين األسريين وصيادو األسماك ومجتمعات الغابات وتوطيد إدماجها االقتصادي الريفي من خالل أسواق تعمل جي دا عنصرين أساسيين للنمو الشامل. وتساهم الحماية االجتماعية مباشرة في الحد من الجوع وسوء التغذية. ومن خالل زيادة القدرات البشرية وتعزيز أمن اإليرادات ت دع م التنمية االقتصادية المحلية وقدرة الفقراء على تأمين عمل الئق وبالتالي تقاسم النمو االقتصادي. ويمكن إيجاد العديد من الحاالت التي ترضي جميع األطراف والتي تربط الزراعة األسرية والحماية االجتماعية. وهي تشمل مشتريات مؤسسية من المزارعين المحليين لتوفير الوجبات المدرسية والبرامج الحكومية والتحويالت النقدية أو برامج النقد مقابل العمل التي تسمح للمجتمعات المحلية بشراء األغذية المنتجة محليا. وخالل األزمات الممتدة يلوح انعدام األمن الغذائي وسوء التغذية في األفق على نطاق أوسع بفعل النزاعات والكوارث الطبيعية. وتستدعي هذه التحديات التزاما سياسيا قويا وإجراءات فع الة. وبوجه أكثر عمومية يقتضي التقد م في مكافحة انعدام األمن الغذائي استجابات منس قة وتكميلية من جميع أصحاب المصلحة. وبصفتنا رؤساء للوكاالت الثالث المعنية باألغذية والزراعة التي تتخذ من روما مقرا لها كنا وسوف نبقى في طليعة هذه الجهود نعمل معا لدعم الدول األعضاء ومنظماتها وأصحاب المصلحة اآلخرين من أجل القضاء على الجوع وسوء التغذية. وقد ق طعت مؤخرا التزامات كبرى جديدة للحد من الجوع على المستوى اإلقليمي مثل مبادرة تحرير أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي من الجوع والشراكة المتجددة للقضاء على الجوع في أفريقيا بحلول عام 2025 ومبادرة القضاء على الجوع في غرب أفريقيا وتحدي القضاء على الجوع في آسيا-المحيط الهادي والمبادرات التجريبية في بنغالديش وجمهورية الو الديمقراطية الشعبية وميانمار ونيبال وتيمور-ليشتي من بين بلدان أخرى. وهناك مزيد من المبادرات قيد اإلعداد من أجل استئصال الجوع بحلول عام 2025 أو 2030. وتستحق هذه الجهود دعمنا المطلق وهي تحظى به لتعزيز القدرات واإلمكانات الوطنية من أجل وضع البرامج الالزمة وتنفيذها بنجاح. وتظهر اإلنجازات منذ عام 1990 أن طي صفحة الجوع وانعدام األمن الغذائي وسوء التغذية ممكن. كما تبي ن أن أمامنا كثير من العمل إذا ما أردنا تحويل هذه الرؤية إلى واقع. فااللتزام السياسي والشراكة والتمويل الكافي واإلجراءات الشاملة عناصر أساسية من عناصر هذا الجهد الذي نحن شركاء فاعلون فيه. وبوصفنا أعضاء ديناميكيين في منظومة األمم المتحدة سوف ندعم الجهود الوطنية والجهود األخرى لطي صفحة الجوع وسوء التغذية من خالل تحدي القضاء على الجوع وإعالن روما عن التغذية لعام 2014 وخطة التنمية المستدامة لما بعد عام 2015. جوزيه غرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة كانايو ف. نوانزي رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية إيرثارين كوزن املديرة التنفيذية لربنامج األغذية العاملي حالة انعدام األمن الغذائي في العالم ٢٠١٥ مقد مة 5
شكر وتقدير أعد ت منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة )الفاو( باالشتراك مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج األغذية العالمي تقرير حالة انعدام األمن الغذائي في العالم. وتول ى Pietro Gennari التنسيق الفني للمطبوعة تحت اإلشراف العام ل Jomo Kwame Sundaram وبدعم كل من Kostas Stamoulis من إدارة التنمية االقتصادية واالجتماعية في الفاو. واضطلع كل من Piero Conforti وRapsomanikis George وSchmidhuber Josef من الفاو وBenfica Rui من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية وHusain Arif من برنامج األغذية العالمي بمهام المحررين الفنيين. وقد م الرؤساء التنفيذيون للوكاالت الثالث التي تتخذ من روما مقرا لها ومكاتبها وكذلك Coumba Dieng Sow وTavares Lucas من الفاو تعليقات قي مة وأعطوا الموافقة النهائية على التقرير. وتم ت صياغة القسم حول نقص التغذية حول العالم في عام 2015 بفضل مساهمات فنية من Filippo Gheri وMane Erdgin وTroubat Nathalie وWanner Nathan وفريق األمن الغذائي واإلحصاءات االجتماعية من شعبة اإلحصاء في الفاو. وقد م كل من Mariana Campeanu وFilipczuk Tomasz وSakoff Nicolas وTayyib Salar وفريق ميزان محاصيل األغذية من الشعبة نفسها بيانات الدعم. وأ عد القسم الذي يتناول مضمون غاية القضاء على الجوع: مقارنة االتجاهات في نقص التغذية ونقص الوزن لدى األطفال بفضل مساهمات مهمة قد مها كل من Chiara Brunelli وفريق األمن الغذائي واإلحصاءات االجتماعية لدى شعبة اإلحصاء في الفاو. أما القسم عن األمن الغذائي والتغذية: محركات التغيير فقد أعد بمساهمات قد مها كل من Federica Alfani وAntonacci Lavinia وCavatassi Romina وDavis Ben وJackson Julius وKarfakis Panagiotis وLipper Leslie وRusso Luca وScambelloni Elisa من شعبة اقتصاديات التنمية الزراعية في الفاو وKrivonos Ekaterina وMorrison Jamie من شعبة التجارة واألسواق في الفاو وMalo Meshack من مكتب نائب المدير العام لشؤون الموارد الطبيعية في الفاو وPierri Francesco من مكتب الشراكات والدعوة وتنمية القدرات في الفاو وNucci Constanza Di من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية وBalzer Niels وDeni Kimberly وHowe Paul وLacey Michelle وMcHarris John من برنامج األغذية العالمي. وتول ى Filippo Gheri مسؤولية إعداد الملحق 1 وتجهيز البيانات ذات الصلة. وأعد Nathan Wanner بواسطة مساهمات فنية أساسية من Carlo Cafiero الملحق 2. وقد م Raul Benitez وBriales Eduardo Rojas وJuárez Gustavo Merino وMathiesen Arni وSerova Eugenia وVos Rob من الفاو وكريم حسين وHeinemann Edward من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية وChoularton Richard وKohnstamm Sarah من برنامج األغذية العالمي تعليقات واقتراحات قي مة. وتول ت Michelle Kendrick من إدارة التنمية االقتصادية واالجتماعية تنسيق التحرير والرسوم البيانية واإلخراج الفني وعملية النشر. وقد مت Flora Dicarlo خدمات تصميم الرسوم البيانية واإلخراج الفن ي. وقام فرع المكتبة والمطبوعات في مكتب االتصاالت على مستوى المنظمة بتنسيق إنتاج النسخ المترجمة. وتول ت دائرة برمجة االجتماعات والتوثيق التابعة لشعبة المؤتمر والمجلس وشؤون المراسم في الفاو تنسيق الترجمة وخدمات الطباعة. 6 حالة انعدام األمن الغذائي في العالم ٢٠١٥
نقص التغذية حول العامل يف عام 2015 االتجاهات العاملية ما زال التقد م مستمرا يف مجال مكافحة الجوع إال أن عددا كبريا من الناس ال زالوا يفتقرون عىل نحو غري مقبول لألغذية التي يحتاجون إليها لعيش حياة نشطة وصحية. وتشري آخر التقديرات املتوافرة إىل أن نحو 795 مليون نسمة يف العامل أي أكرث من شخص واحد من أصل تسعة عانوا من نقص التغذية يف الفرتة 2016-2014 )الجدول 1(. وقد انخفضت نسبة األشخاص الذين يعانون من نقص التغذية بني السكان أو معد ل انتشار نقص التغذية 1 من 18.6 يف املائة خالل الفرتة 1992-1990 إىل 10.9 يف املائة يف الفرتة 2016-2014 ما يعكس انخفاضا يف عدد األشخاص الذين يعانون من نقص التغذية يف ظل تنامي عدد سكان العامل. ومنذ الفرتة 1992-1990 تراجع عدد األشخاص الذين يعانون من نقص التغذية بقدر 216 مليونا عىل الجدول ١ نقص التغذية حول العامل 1992-1990 إىل 2016-2014 عدد من يعانون نقص التغذية )باملاليني( وانتشار نقص التغذية )نسبة مئوية( ١٩٩٢-١٩٩٠ العدد ٢٠٠٢-٢٠٠٠ العدد ٢٠٠٧-٢٠٠٥ العدد 2012-2010 العدد *2016-2014 العدد 10.9 12.9 20.0 23.2 31.5 41.3 5.2 9.6 12.1 7.0 9.6 9.6 15.7 8.4 5.5 19.8 6.6 14.2 794.6 14.7 779.9 232.5 4.3 220.0 124.2 58.9 3.2 33.7 511.7 5.8 145.1 60.5 281.4 18.9 34.3 7.5 26.8 11.4 1.4 11.8 14.1 20.7 24.1 33.7 41.5 6.1 9.7 13.5 8.9 11.8 12.1 16.1 8.8 6.4 19.8 5.5 6.9 13.5 820.7 15.7 805.0 218.5 5.1 205.7 118.7 53.0 3.6 30.4 546.9 7.1 174.7 72.5 274.2 18.4 38.3 7.3 31.0 11.3 1.3 14.3 17.3 22.7 26.5 37.8 43.0 6.2 11.8 17.3 11.3 15.2 18.3 20.1 9.3 8.4 23.5 7.3 7.6 7.2 15.4 942.3 15.4 926.9 213.0 7.0 206.0 122.5 47.7 3.5 32.3 665.5 8.4 217.6 103.2 319.1 17.2 47.1 8.3 38.8 11.6 27.2 1.3 14.9 18.2 25.4 30.0 43.1 44.2 7.1 15.0 17.6 15.3 16.0 22.3 18.5 8.6 11.4 24.4 10.5 8.3 11.4 16.5 929.6 21.2 908.4 210.2 6.6 203.6 121.6 42.4 3.7 35.9 636.5 10.9 221.7 117.6 272.3 14.0 60.4 8.2 52.1 11.8 40.3 1.3 18.6 23.3 27.6 33.2 47.2 33.5 7.2 24.2 23.6 14.1 23.2 30.6 23.9 6.4 14.7 27.0 13.9 10.7 15.1 1 010.6 20.0 990.7 181.7 6.0 175.7 103.9 24.2 3.1 44.6 741.9 9.6 295.4 137.5 291.2 8.2 66.1 8.1 58.0 12.6 45.4 العامل األقاليم املتقدمة األقاليم النامية أفريقيا أفريقيا الشاملية أفريقيا جنوب الصحراء الكربى آسيا أفريقيا الرشقية وسط أفريقيا أفريقيا الجنوبية أفريقيا الغربية القوقاز وآسيا الوسطى آسيا الرشقية جنوب رشقي آسيا آسيا الجنوبية آسيا الغربية أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي البحر الكاريبي أمريكا الالتينية أمريكا الوسطى أمريكا الجنوبية 15.7 1.0 أوسيانيا * تشير البيانات للفترة 2014 2016 إلى تقديرات مؤقتة قابلة للتعديل. المصدر: منظمة األغذية والزراعة. 8 حالة انعدام األمن الغذائي في العالم 2015
نقص التغذية حول العالم في عام 2015 مستوى العامل وهو انخفاض بنسبة 21.4 يف املائة عىل الرغم من زيادة عدد إجاميل سكان العامل ب 1.9 مليار نسمة إبان الفرتة نفسها. وتعيش األغلبية الساحقة ممن يعانون الجوع يف األقاليم النامية 2 حيث عاىن ما يقد ر بنحو 780 مليون نسمة من نقص التغذية يف الفرتة 2016-2014 )الجدول 1(. وتراجع معد ل انتشار نقص التغذية الذي بلغ 12.9 يف املائة يف الفرتة 2016-2014 بنسبة 44.5 يف املائة منذ الفرتة 1992-1990. وتفس ر التغي رات في البلدان الكبيرة المكتظة بالسكان ال سي ما الصين والهند إلى حد كبير االتجاهات الشاملة للحد من الجوع في األقاليم النامية. 3 فقد أحرز تقد م سريع خالل تسعينيات القرن الماضي حين شهدت األقاليم النامية ككل تراجعا ثابتا في عدد الذين يعانون من نقص التغذية وفي معدل انتشار نقص التغذية على السواء )الشكل 1(. وتال ذلك تباطؤ في انتشار نقص التغذية في مطلع األلفية الثالثة قبل أن عاد ليتسارع من جديد في الفترة األخيرة من العقد مع انخفاض معدل انتشار نقص التغذية من 17.3 في المائة خالل الفترة 2007-2005 إلى 14.1 في المائة خالل الفترة 2012-2010. ودلت التقديرات للفترة األخيرة التي تستند بصورة جزئية إلى توقعات مجددا على مرحلة من التقد م المتباطئ حيث انخفض معدل انتشار نقص التغذية إلى 12.9 في المائة بحلول الفترة 2016-2014. قياس التقد م العاملي املحرز نسبة إىل الغايات يوافق عام 2015 نهاية فرتة الرصد للغايتني االثنتني املتفق عليهام دوليا للحد من الجوع. وتتمث ل الغاية األوىل يف هدف مؤمتر القمة العاملي لألغذية. وخالل مؤمتر القمة هذا الذي عقد يف روما يف عام 1996 تعه د ممثلو 182 حكومة ب"...استئصال الجوع يف جميع البلدان جاعلني هدفهم املبارش خفض عدد املصابني بنقص التغذية إىل نصف مستواه الحايل يف موعد أقصاه عام 2015". 4 وتتمث ل الثانية يف الغاية الخاصة بالجوع للهدف 1 من األهداف اإلمنائية لأللفية. ويف عام 2000 تعهدت 189 دولة بتحرير الشعوب من الحرمان بشتى أشكاله وأقر ت بأنه من حق كل فرد أن ينعم بالكرامة والحرية واملساواة وبأدىن مقو مات العيش التي تنطوي عىل التحرر من الجوع والعنف. وقد تجىل هذا التعه د يف صياغة األهداف اإلمنائية الثامنية لأللفية يف عام 2001. وجرى تطبيقها يف ما بعد من خالل وضع غايات ومؤرشات لتعق ب التقدم املحرز عىل املستويني الوطني والعاملي خالل فرتة مرجعية متتد عىل 25 سنة من عام 1990 حتى عام 2015. ويشمل الهدف اإلمنايئ األو ل لأللفية أو الهدف 1 ثالث غايات مختلفة هي: خفض نسبة الفقر يف العامل إىل النصف وتوفري العاملة الكاملة واملنتجة والعمل الالئق للجميع وخفض نسبة السكان الذين يعانون من الجوع 5 إىل النصف بحلول عام 2015. وقد رصدت منظمة األغذية والزراعة التقد م املحرز باتجاه تحقيق الغايات الخاصة بالجوع ملؤمتر القمة العاملي لألغذية والغاية ج من الهدف 1 لألهداف اإلمنائية لأللفية باستخدام فرتة الثالث سنوات 1990-1992 كنقطة انطالق. وتشير آخر التقديرات حول معدل انتشار نقص التغذية إلى أن األقاليم النامية ككل قد بلغت تقريبا الغاية ج الخاصة بالجوع في سياق الهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية. واالنخفاض المقد ر في الفترة 2016-2014 هو أقل من نقطة مئوية واحدة من االنخفاض المطلوب لبلوغ الغاية بحلول عام 2015 )الشكل 1(. 6 وبالنظر إلى هذا االختالف البسيط وإتاحة لهامش من الموثوقية للبيانات األساسية المستخدمة من أجل تقدير نقص التغذية يمكن اعتبار أن الغاية قد تحققت. إال أن ه وعلى النحو المشار إليه في نسختي عامي 2013 و 2014 من هذا التقرير فإن تحقيق الغاية تماما كان يقتضي تسريع التقد م في السنوات األخيرة. وعلى الرغم من التقد م الكبير المحرز في العديد من البلدان ال يبدو أن التسريع المطلوب قد تحقق في األقاليم النامية ككل. أما الغاية األخرى التي وضعها مؤتمر القمة العالمي لألغذية في عام 1996 فلم تتحقق بهامش كبير. وتحد د التقديرات الحالية عدد األشخاص الذين عانوا من نقص التغذية في الفترة 1992-1990 بأقل من مليار نسمة بقليل في األقاليم النامية. وكان بلوغ هدف مؤتمر القمة العالمي لألغذية يقتضي خفض هذا الرقم إلى نحو 515 مليون نسمة أي بحوالي 265 مليون نسمة أقل من التقدير الحالي للفترة 2016-2014 )الجدول 1(. ولكن نظرا إلى أن عدد السكان قد زاد بنسبة 1.9 مليار نسمة منذ الفترة 1992-1990 تحر ر نحو ملياري نسمة من حالة جوع محتملة خالل السنوات ال 25 الماضية. وينبغي النظر إلى التقد م الملفت المحرز في مكافحة الجوع خالل العقد الماضي على خلفية البيئة العالمية الصعبة: تقل بات في أسعار السلع وارتفاع األسعار الشاملة لألغذية والطاقة وارتفاع معدالت البطالة والبطالة الجزئية وفوق كل ذلك الركود االقتصادي العالمي الذي ظهر في أواخر تسعينيات القرن الماضي ومن جديد بعد عام 2008. كما ألحقت الظواهر المناخية القصوى والكوارث الطبيعية المتواترة على نحو متزايد أضرارا جسيمة من حيث األرواح والخسائر االقتصادية ما أعاق الجهود الرامية إلى تعزيز األمن الغذائي. وزاد انعدام االستقرار السياسي والنزاعات األهلية من تأز م الوضع ما رفع عدد النازحين عالميا إلى أعلى مستوى منذ الحرب الشكل ١ مسار نقص التغذية يف األقاليم النامية: التقدم الفعيل واملتوقع نحو تحقيق غاية األهداف اإلمنائية لأللفية وهدف مؤمتر القمة العاملي لألغذية باملاليني ١ ١٠٠ ١ ٠٠٠ ٩٠٠ ٨٠٠ ٧٠٠ ٦٠٠ ٥٠٠ ٤٠٠ ٣٠٠ عدد من يعانون نقص التغذية )املحور األمين( إنتشار نقص التغذية )املحور األيرس( مالحظة: تشير بيانات الفترة 2014 2016 إلى تقديرات مؤقتة. المصدر: منظمة األغذية والزراعة. النسبة املئوية ٤٥ ٤٠ ٣٥ ٣٠ ٢٥ ٢٠ ١٧,٣ هدف مؤمتر القمة العاملي لألغذية ١٥ ١٤,١ ١٢,٩ غاية الهدف اإلمنايئ لأللفية ١٠ ٥ ٧٨٠-٢٠١٤ ٢٠١٦ ٨٠٥-٢٠١٠ ٢٠١٢ ٩٢٧-٢٠٠٥ ٢٠٠٧ ٩٠٨ ١٨,٢-٢٠٠٠ ٢٠٠٢ ٩٩١ ٢٣,٣-١٩٩٠ ١٩٩٢ ٠ 9 حالة انعدام األمن الغذائي في العالم 2015
نقص التغذية حول العالم في عام 2015 العالمية الثانية. وأسفرت هذه التطورات عن عواقب جسيمة على األمن الغذائي في بعض البلدان األكثر ضعفا ال سي ما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى فيما بقيت أقاليم أخرى من قبيل آسيا الشرقية وجنوب شرقي آسيا غير متأثرة أو تمك نت من تقليص اآلثار الوخيمة إلى أدنى حد. ووضعت البيئة االقتصادية العالمية المتغي رة الن ه ج التقليدية لمعالجة الجوع على المحك. وحظيت شبكات األمان االجتماعي وغيرها من التدابير التي توف ر مساعدة هادفة لمجموعات السكان األكثر ضعفا باهتمام متزايد. وتتمث ل أهمية هذا النوع من التدابير الهادفة حين تتالزم مع تدخالت هيكلية وطويلة األمد في قدرتها على أن تول د حلقة مجدية من تغذية أفضل وإنتاجية أكبر لليد العاملة. وتكون التدخالت المباشرة أكثر فعالية حين تستهدف السكان األكثر ضعفا وتعالج احتياجاتهم المحددة ما يحس ن جودة نظامهم الغذائي. وحتى عندما نجحت السياسات في معالجة أوجه النقص الكبيرة في الطاقة الغذائية كانت جودة األغذية ال تزال مدعاة للقلق. وتبقى آسيا الجنوبية وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على وجه التحديد معر ضتين لما أصبح يعرف ب"الجوع الخفي" أي قل ة أو عدم كفاية المتناول من المغذيات الدقيقة ما يؤدي إلى أنواع مختلفة من سوء التغذية من قبيل فقر الدم الناجم عن نقص الحديد ونقص الفيتامين ألف. ويناقش القسم الثالث من هذا التقرير المعنون "األمن الغذائي والتغذية: محر كات التغيير )انظر الصفحات 42-26(" بالتفصيل الدقيق كيف تؤث ر التحديات التي تطرحها البيئة االقتصادية العالمية على فرادى األقاليم وكذلك السياسات المعتمدة لمواجهتها. ب ج استمرار الفروق الشاسعة بني األقاليم ال يزال التقد م املحرز باتجاه تحقيق األمن الغذايئ متفاوتا عىل مستوى األقاليم. فقد حق قت بعض األقاليم عىل نحو ملحوظ تقدما رسيعا يف الحد من الجوع ال سي ام القوقاز وآسيا الوسطى وآسيا الرشقية وأمريكا الالتينية وأفريقيا الشاملي ة. كام خف ضت أقاليم أخرى مبا يف ذلك البحر الكاريبي وأوسيانيا وآسيا الغربي ة معد ل انتشار نقص التغذية لديها إمنا بوترية أبطأ. وكان التقد م املحرز متفاوتا أيضا ضمن هذه األقاليم مام خل ف بؤرا كبرية من انعدام األمن الغذايئ يف عدد من البلدان. ويف إقليمي آسيا الجنوبية وأفريقيا جنوب الصحراء الكربى كان التقد م بطيئا باإلجامل. وفيام تبل غ بعض البلدان عن نجاحات يف مجال الحد من الجوع ال يزال نقص التغذية وأشكال أخرى من سوء التغذية يف مستويات مرتفعة إجامال يف تلك األقاليم. وأحدثت المعدالت المختلفة للتقد م المحرز على مستوى األقاليم تغي رات في التوزيع الجغرافي للجوع منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي )الشكل 2(. وقد ارتفعت اليوم حصة آسيا الجنوبية وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من نقص التغذية العالمي ارتفاعا كبيرا. 7 وازدادت أيضا حصص أوسيانيا وآسيا الغربية ولو بهوامش أصغر بكثير وانطالقا من مستويات متدنية نسبيا. وفي موازاة ذلك يعني التقد م المحرز بوتيرة أسرع من التوزيع املتغري للجوع يف العامل: العدد والنسبة املئوية ملن يعانون نقص التغذية حسب اإلقليم 1990 1992 و 2016 2014 ح ط ي أ ز و أ ب ج د ه و ز ح ط ي األقاليم املتقدمة آسيا الجنوبية أفريقيا جنوب الصحراء الكربى آسيا الرشقية جنوب رشقي آسيا أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي آسيا الغربية شامل أفريقيا القوقاز وآسيا الوسطى أوسيانيا املجموع حصة اإلقليم ) ( -٢٠١٤-١٩٩٠ ٢٠١٦ ١٩٩٢ 1.8 2.0 35.4 28.8 27.7 17.4 18.3 29.2 7.6 13.6 4.3 6.5 2.4 0.8 0.5 0.6 0.7 0.9 0.2 0.1 100 100 العدد )باملاليني( -٢٠١٤-١٩٩٠ ٢٠١٦ ١٩٩٢ 15 20 281 291 220 176 145 295 61 138 34 66 19 8 4 6 6 10 1 1 *795 1 011 ١٩٩٢-١٩٩٠ العدد الكيل = ١ ٠١١ مليونا د ه ب ٢٠١٦-٢٠١٤ الشكل ٢ ي ح ط أ ز ج العدد الكيل = ٧٩٥* مليونا و ه د مالحظات: تتناسب المساحات في الرسوم البيانية الدائرية مع عدد من يعانون نقص التغذية في كل فترة. وتشير بيانات الفترة 2014 2016 إلى تقديرات مؤقتة. واألرقام جميعها مدو رة إلى أقرب كسر عشري. * يتضمن بيانات عن السودان وهي بيانات لم يتم تضمينها في األرقام الخاصة بأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى عقب تقسيم البالد عندما أصبح جنوب السودان دولة مستقلة في عام 2011. المصدر: منظمة األغذية والزراعة. 10 حالة انعدام األمن الغذائي في العالم 2015
نقص التغذية حول العالم في عام 2015 المعد ل في آسيا الشرقي ة وأمريكا الالتينية والبحر الكاريبي أن هذه األقاليم تمث ل حصصا أصغر بكثير من نقص التغذية العالمي. التقد م املحرز باتجاه تحقيق الغايات الدولية املتصلة بالجوع يظهر الشكل 3 كيف تتعامل مختلف األقاليم النامية مع هذه الغايات. وتشري التقديرات إىل أن أفريقيا عموما وأفريقيا جنوب الصحراء الكربى عىل وجه خاص لن تحقق الغاية ج للهدف 1 من األهداف اإلمنائية لأللفية. ومن باب املفارقة فإن أفريقيا الشاملية قد بلغت الغاية. 8 غري أن الهدف األكرث طموحا ملؤمتر القمة العاملي لألغذية يبدو بعيد املنال بالنسبة ألفريقيا ككل وكذلك لجميع أقاليمها الفرعية. وقد حققت آسيا كإقليم الغاية الخاصة بالجوع يف سياق الغاية ج للهدف 1 من األهداف اإلمنائية لأللفية ولكن ها بحاجة إىل مواصلة خفض عدد السكان الذين يعانون من نقص التغذية البالغ نحو 140 مليون نسمة لبلوغ هدف مؤمتر القمة العاملي لألغذية وهو إنجاز يرج ح أال يتحقق يف املستقبل القريب. وحققت أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي اللتان تنظر الدراسات فيهام معا الغاية ج الخاصة بالجوع للهدف 1 من األهداف اإلمنائية لأللفية وهدف مؤمتر القمة العاملي لألغذية عىل حد سواء يف الفرتة 2016-2014. وأخريا مل تبلغ أوسيانيا ال الغاية الخاصة بالجوع يف سياق الغاية ج للهدف 1 من األهداف اإلمنائية لأللفية وال هدف مؤمتر القمة العاملي لألغذية. وحققت بعض البلدان الهدفين الدوليين على السواء. واستنادا إلى التقديرات األخيرة بلغ ما مجموعه 72 بلدا ناميا الغاية ج الخاصة بالجوع للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية في الفترة 2016-2014 )الجدوالن 2 و 3 (. 9 وبلغ 29 بلدا من تلك البلدان هدف مؤتمر القمة العالمي لألغذية أيضا. وحقق 31 بلدا ناميا آخر الغاية ج الخاصة بالجوع للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية فقط إما من خالل خفض معدل انتشار نقص التغذية بنسبة 50 في المائة أو أكثر أو بتقليصه إلى ما دون 5 في المائة. وأخيرا ت صن ف أيضا مجموعة ثالثة من 12 بلدا إلى جانب البلدان التي بلغت الغاية ج الخاصة بالجوع للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية حيث حافظت على معدل انتشار نقص التغذية بنسبة تناهز 5 في المائة أو تقل عنها منذ الفترة 1992-1990. الشكل ٣ يتفاوت التقدم املحرز نحو تحقيق غاية األهداف اإلمنائية لأللفية وهدف مؤمتر القمة العاملي لألغذية بني األقاليم تفاوتا ملحوظا النسبة املئوية ٤٠ ٣٥ ٦٦٦ ٣٠ ٥١٢ ٥٤٧ ٢٥ هدف مؤمتر القمة العاملي لألغذية ٢٠ ١٧,٣ ١٥ ١٣,٥ ١٢,١ غاية الهدف اإلمنايئ لأللفية ١٠-٢٠١٤ -٢٠١٠-٢٠٠٥ ٢٠١٦ ٢٠١٢ ٢٠٠٧ ٦٣٧ ١٧,٦-٢٠٠٠ ٢٠٠٢ النسبة املئوية ٥٠ ٢٣٣ ٤٠ ٣٠ هدف مؤمتر القمة ٢٠,٧ العاملي لألغذية ٢٠ ٢٠,٠ غاية الهدف اإلمنايئ لأللفية ١٠ ٠-٢٠١٤ ٢٠١٦ ٢١٩-٢٠١٠ ٢٠١٢ ٢١٣ ٢٢,٧-٢٠٠٥ ٢٠٠٧ ٢١٠ ٢٥,٤-٢٠٠٠ ٢٠٠٢ باملاليني ٢٥٠ أفريقيا باملاليني ٩٠٠ ٧٤٢ ٧٥٠ ٦٠٠ ٤٥٠ ٢٣,٦ ٣٠٠ ١٥٠ ٠-١٩٩٠ ١٩٩٢ آسيا ٢٠٠ ١٨٢ ١٥٠ ٢٧,٦ ١٠٠-١٩٩٠ ١٩٩٢ ٥٠ ٠ باملاليني النسبة املئوية ٤٠ ٣٢ ١,٤ ١,٣ ١,٣ ٢٤ هدف مؤمتر القمة العاملي لألغذية ١٦ ١٤,٢ ١٣,٥ ١٥,٤ ٨ غاية الهدف اإلمنايئ لأللفية ٠-٢٠١٤ ٢٠١٦-٢٠١٠ ٢٠١٢-٢٠٠٥ ٢٠٠٧ ١,٣ ١٦,٥-٢٠٠٠ ٢٠٠٢ ١,٥ ١,٢ ١,٠ ٠,٩ ١٥,٧ ٠,٦ ٠,٣ ٠,٠-١٩٩٠ ١٩٩٢ ٤٧ ٨,٤ ٦٠ ١١,٤ باملاليني ٦٦ ٧٥ ٦٠ ١٤,٧ ٤٥ ٣٠ ١٥ ٠-١٩٩٠ ١٩٩٢ أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي أوسيانيا النسبة املئوية ٢٠ ١٦ هدف مؤمتر القمة العاملي ١٢ لألغذية ٣٨ ٨ ٣٤ غاية الهدف اإلمنايئ لأللفية ٤ ٠ ٥,٥ ٦,٤-٢٠١٤ ٢٠١٦-٢٠١٠ ٢٠١٢-٢٠٠٥ ٢٠٠٧-٢٠٠٠ ٢٠٠٢ عدد من يعانون نقص التغذية )املحور األمين( إنتشار نقص التغذية )املحور األيرس( مالحظة: تشير بيانات الفترة 2014 2016 إلى تقديرات مؤقتة قابلة للتعديل. المصدر: منظمة األغذية والزراعة. 11 حالة انعدام األمن الغذائي في العالم 2015
نقص التغذية حول العالم في عام 2015 الجدول ٢ البلدان التي حققت أو هي عىل وشك تحقيق الغايات الدولية الخاصة بالجوع حققت هدف مؤمتر القمة العاملي لألغذية والغاية ج من الهدف 1 من األهداف اإلمنائية لأللفية عىل وشك بلوغ هدف مؤمتر القمة العاملي لألغذية* حققت الغاية ج من الهدف 1 من األهداف اإلمنائية لأللفية عىل وشك بلوغ الغاية ج من الهدف 1 من األهداف اإلمنائية لأللفية انتشار نقص التغذية إىل ما هو أدىن )أو يقرب( من 5 يف املائة منذ عام 1990 األرجنتني 1 بربادوس 2 بروين دار السالم 3 مرص 4 كازاخستان 5 لبنان 6 جمهورية كوريا 7 اململكة العربية السعودية 8 جنوب أفريقيا 9 10 تونس 11 تركيا 12 اإلمارات العربية املتحدة كابو فريدي 1 تشاد 2 كولومبيا 3 إكوادور 4 جامايكا 5 هندوراس 6 باراغواي 7 رواندا 8 سرياليون 9 1 الجزائر 2 بنغالديش 3 بنن 4 بوليفيا )دولة متعددة القوميات( 5 كمبوديا 6 كوستاريكا 7 إثيوبيا 8 فيجي 9 غامبيا 10 إندونيسيا 11 إيران 12 األردن 13 كرييباس 14 جمهورية الو الدميقراطية الشعبية 15 مالوي 16 ماليزيا 17 ملديف 18 موريتانيا 19 موريشيوس 20 املكسيك 21 املغرب 22 موزامبيق 23 نيبال 24 النيجر 25 نيجرييا 26 بنام 27 الفلبني 28 جزر سليامن 29 سورينام 30 توغو 31 أوزبكستان الجزائر 1 إندونيسيا 2 ملديف 3 بنام 4 جنوب أفريقيا 5 توغو 6 ترينيداد وتوباغو 7 تونس 8 1 أنغوال 2 أرمينيا 3 أذربيجان 4 الربازيل 5 الكامريون 6 شييل 7 الصني 8 كوبا 9 جيبويت 10 الجمهورية الدومينيكية 11 غابون 12 جورجيا 13 غانا 14 غيانا 15 الكويت 16 قريغيزستان 17 مايل 18 ميامنار 19 نيكاراغوا 20 عامن 21 بريو 22 سانت فنسنت وجزر غرينادين 23 ساموا 24 سان تومي وبرنسيبي 25 تايلند 26 تركامنستان 27 أوروغواي 28 جمهورية فنزويال البوليفارية 29 فييت نام * يتوقع أن تبلغ هذه البلدان الغاية قبل العام 2020. المصدر: حسابات منظمة األغذية والزراعة. أفريقيا جنوب الصحراء الكربى: بعض قصص النجاح ولكن الغايات الدولية الخاصة بالجوع بعيدة كل البعد عن التحقق يف أفريقيا جنوب الصحراء الكربى يقد ر أن أقل من شخص واحد من أصل أربعة أو 23.2 يف املائة من السكان يعاين من نقص التغذية يف الفرتة 2016-2014 )الشكل 4 ص. 14(. وهذه هي أعىل نسبة انتشار لنقص التغذية ألي إقليم ومع نحو 220 مليون نسمة يعانون من الجوع يف الفرتة 2016-2014 فهذا ثاين أكرث عبء عىل اإلطالق. ويف الحقيقة فإن عدد الذين يعانون من نقص التغذية زاد حتى 44 مليون نسمة بني الفرتة 1992-1990 والفرتة 2016-2014. ومع األخذ يف الحسبان تراجع معدل انتشار نقص التغذية يف اإلقليم )الجدول 1 ص. 8( يعكس ذلك االرتفاع امللحوظ ملعدل منو السكان يف اإلقليم بنسبة 2.7 يف املائة يف السنة. وتشك ل الوترية البطيئة للتقد م املحرز يف مكافحة الجوع عىل مر السنوات مدعاة قلق بالغ. وفيام انخفض معدل انتشار نقص التغذية بصورة رسيعة نسبيا بني الفرتة 2000-2002 والفرتة 2007-2005 إال أن هذه الوترية تباطأت يف السنوات الالحقة ما يعكس وجود عوامل من قبيل ارتفاع أسعار األغذية وموجات الجفاف وعدم االستقرار السيايس يف العديد من البلدان. وتجاوز الضعف عدد الذين يعانون من نقص التغذية في إقليم أفريقيا الوسطى الفرعي 10 بين الفترة 1992-1990 والفترة 2016-2014 فيما تراجع معدل انتشار نقص التغذية بنسبة 23.4 في المائة. ويفس ر نمو السكان السريع في أفريقيا الوسطى االختالف بين الزيادة باألرقام المطلقة 12 حالة انعدام األمن الغذائي في العالم 2015
نقص التغذية حول العالم في عام 2015 الجدول ٣ البلدان التي حققت الغايات الدولية الخاصة بالجوع بحسب األقاليم أفريقيا جنوب الصحراء الكربى آسيا الرشقية آسيا الجنوبية جنوب رشقي آسيا أوسيانيا أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي القوقاز وآسيا الوسطى أفريقيا الشاملية وآسيا الغربية البلدان التي حققت الغاية ج للهدف 1 من األهداف اإلمنائية لأللفية بخفض نسبة السكان الذين يعانون من الجوع إىل النصف أو بتقليصها إىل ما دون 5 يف املائة بحلول عام 2015 28 الجزائر 27 أوزباكستان 22 بوليفيا 11 بنغالديش بنن 1 29 إيران 23 كوستاريكا 12 كمبوديا إثيوبيا 2 30 األردن 24 املكسيك 13 فيجي غامبيا 3 31 املغرب 25 بنام 14 إندونيسيا مالوي 4 26 سورينام 15 كرييباس موريتانيا 5 16 جمهورية الو الدميقراطية الشعبية موريشيوس 6 17 ماليزيا موزامبيق 7 18 ملديف النيجر 8 19 نيبال نيجرييا 9 20 الفلبني 10 توغو 21 جزر سليامن البلدان التي حققت الغاية ج للهدف 1 من األهداف اإلمنائية لأللفية وهدف مؤمتر القمة العاملي لألغذية عىل السواء بخفض عدد السكان الذين يعانون من الجوع إىل النصف بحلول عام 2015 28 الكويت 23 أرمينيا 13 الربازيل الصني 8 أنغوال 1 29 عامن 24 أذربيجان 14 شييل ميامنار 9 الكامريون 2 25 جورجيا 15 كوبا 10 ساموا جيبويت 3 26 قريغيزستان 16 الجمهورية الدومينيكية 11 تايلند غابون 4 27 تركامنستان 17 غيانا 12 فييت نام غانا 5 18 نيكاراغوا مايل 6 19 بريو 20 سانت فنسنت وجزر غرينادين 21 أوروغواي 22 فنزويال )الجمهورية البوليفارية( سان تومي وبرينسيبي 7 البلدان التي حافظت عىل معدل نقص التغذية مبا يناهز نسبة 5 يف املائة أو ما يقل عنها منذ الفرتة 1992-1990 مرص 7 كازاخستان 6 األرجنتني 4 بروين دار السالم 2 جنوب أفريقيا 1 تركيا 8 بربادوس 5 جمهورية كوريا 3 لبنان 9 10 اململكة العربية السعودية 11 تونس 12 اإلمارات العربية املتحدة المصدر: منظمة األغذية والزراعة. والتراجع في معدل انتشار نقص التغذية. ويعكس غياب التقد م المحرز بصورة مطلقة المشاكل السائدة في اإلقليم الفرعي وال سي ما عدم االستقرار السياسي والنزاعات األهلية والحرب المباشرة كما هو الحال في جمهورية أفريقيا الوسطى. وال تزال أفريقيا الشرقية اإلقليم الفرعي الذي يواجه مشكلة الجوع األكبر على اإلطالق كونه موطنا ل 124 مليون نسمة يعانون من نقص التغذية. وكما في أفريقيا الوسطى ما برح اإلقليم يشهد نموا سكانيا سريعا. وفي حين انخفض معد ل الذين يعانون من نقص التغذية بنسبة 33.2 في المائة إال أن عدد الجياع ارتفع بنحو 20 في المائة إبان فترة رصد األهداف اإلنمائية لأللفية. وتبرز صورة أكثر إيجابية في أفريقيا الجنوبية حيث انخفض معد ل انتشار نقص التغذية بنسبة 28 في المائة منذ الفترة 1992-1990 وال يزال ما يزيد بقليل عن 3 ماليين نسمة يعانون من نقص التغذية. وتمث ل أفريقيا الغربية اإلقليم الفرعي األكثر نجاحا في الحد من الجوع حيث انخفض عدد الذين يعانون من نقص التغذية بنسبة 24.5 في المائة منذ الفترة 1992-1990 في حين ي توق ع أن يبلغ معدل انتشار نقص التغذية أقل من 10 في المائة في الفترة 2016-2014. وتحقق هذا النجاح على الرغم من مجموعة عوامل مقي دة من قبيل النمو السريع للسكان نيجيريا هي البلد األكثر كثافة من حيث عدد السكان في اإلقليم والجفاف في الساحل األفريقي وارتفاع أسعار األغذية خالل السنوات األخيرة. وحق ق ما مجموعه 18 بلدا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى الغاية ج الخاصة بالجوع للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية وتشارف أربعة بلدان أخرى بلوغ هذه الغاية )أي ي توقع أن تحققها قبل حلول عام 2020 في حال استمرت االتجاهات الحالية(. ومن بين هذه البلدان حققت سبعة بلدان أيضا الهدف األكثر طموحا لمؤتمر القمة العالمي لألغذية )أنغوال والكاميرون وجيبوتي وغابون وغانا ومالي وسان تومي وبرينسيبي( 13 حالة انعدام األمن الغذائي في العالم 2015
نقص التغذية حول العالم في عام 2015 الشكل ٤ اتجاهات نقص التغذية: أحرز تقدم يف املناطق جميعها تقريبا ولكن بنسب متفاوتة جدا ٣٣,٢ ٣٠,٦ ٢٧,٠ ٢٣,٩ ٢٣,٢ ٢٣,٢ ١٩,٨ ١٥,٧ ١٥,٧ ١٤,٢ ١٤,١ ١٣,٩ ٩,٦ ٩,٦ ٨,٤ ٧,٠ ٦,٤ ٥,٠> ٥,٠> ٥,٠> أفريقيا جنوب الصحراء الكربى البحر الكاريبي آسيا الجنوبية أوسيانيا آسيا الرشقية جنوب رشقي آسيا آسيا الغربية القوقاز وآسيا الوسطى أمريكا الالتينية أفريقيا الشاملية ٣٥ ٣٠ ٢٥ ٢٠ ١٥ ١٠ ٥ ٠ النسبة املئوية ملن يعانون نقص التغذية ٢٠١٤-٢٠١٦ غاية الهدف اإلمنايئ لأللفية ١٩٩٢-١٩٩٠ مالحظة: تشير بيانات الفترة 2014 2016 إلى تقديرات مؤقتة. المصدر: منظمة األغذية والزراعة. ويشارف بلدان آخران )جنوب أفريقيا وتوغو( على تحقيقها. وفي حين لقيت هذه التطو رات ترحيبا بدأ التقد م المحرز في المقام األو ل من مستويات مرتفعة لنقص التغذية وال يزال العديد من هذه البلدان يرزح تحت عبء مستويات الجوع المرتفعة. وتشمل البلدان األكثر اكتظاظا التي بلغت الغاية ج الخاصة بالجوع للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية أنغوال والكاميرون وإثيوبيا وغانا ومالوي وموزامبيق ونيجيريا وتوغو. إضافة إلى ذلك بلغت عدة بلدان أصغر حجما بما فيها بنن وغامبيا وموريشيوس والنيجر الغاية المذكورة. وتشارف بلدان أخرى بما فيها تشاد ورواندا وسيراليون على تحقيقها ولو كان عبء الجوع في هذه البلدان ال يزال مرتفعا بصورة نسبية ومطلقة على السواء. غير أن معظم البلدان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تظهر غياب التقد م باتجاه تحقيق الغايات الدولية وما برح العديد من البلدان بما فيها جمهورية أفريقيا الوسطى وزامبيا يواجه مستويات مرتفعة النتشار نقص التغذية. وكما نوقش بتفصيل أكبر في القسم الثالث من هذا التقرير المعنون "األمن الغذائي والتغذية: محركات التغيير )انظر الصفحات 42-26( فإن العديد من البلدان التي أحرزت تقدما جي دا في مكافحة الجوع تمت عت بظروف سياسية مستقرة ونمو اقتصادي شامل وشهدت توسع قطاعات أساسية كالزراعة ومصايد األسماك والغابات بالدرجة األولى. وتوافرت لدى كثير منها سياسات تهدف إلى تعزيز وحماية الوصول إلى األغذية. وعالوة على ذلك شهد العديد من هذه البلدان معدالت عالية لنمو السكان ومع ذلك حققت الغاية ج للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية وحتى هدف مؤتمر القمة العالمي لألغذية. 11 وهذا يظهر أن ه يمكن الحد من الجوع حتى حيث يتزايد السكان بشكل سريع في حال توافرت سياسات وظروف مؤسسية مالئمة. ومن باب المفارقة فإن البلدان التي أحرزت تقد ما غير كاف أو التي تدهورت فيها معدالت الجوع تت سم عادة بضعف النمو الزراعي وعدم كفاية تدابير الحماية االجتماعية. والكثير من هذه البلدان هو في حالة أزمة ممتدة. ويتجاوز عدد هذا النوع من البلدان عدد تلك التي تتوافر بيانات بشأنها في الجدول ألف 1. ويعيق غياب المعلومات الموثوقة عن توافر األغذية والحصول عليها إجراء تحليل ناجز لمعدل انتشار نقص التغذية في بلدان مثل بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإريتريا والصومال وبالتالي جرى إقصاؤها ولكن مؤشرات األمن الغذائي التي تتوافر بيانات بشأنها تشير إلى أن مستويات نقص التغذية لديها ال تزال مرتفعة جدا. أفريقيا الشاملية: تحققت الغايات الدولية الخاصة بالجوع عىل الرغم من احتامل انعدام االستقرار تختلف كثريا اتجاهات نقص التغذية ومستوياته يف أفريقيا الشاملية عن االتجاهات واملستويات يف باقي أنحاء القارة. وقد بلغ اإلقليم مستويات ما دون 5 يف املائة ملعدل انتشار نقص التغذية حسب التوقعات للفرتة 2016-2014 )الشكل 4(. 12 وتعترب مواقف فرادى البلدان بالنسبة إىل الغايات الدولية الخاصة بالجوع متسقة نوعا ما. ويف حني ال تزال نسبة 5 يف املائة من السكان متث ل عددا كبريا من سكان الجزائر ومرص واملغرب وتونس يشري معدل انتشار نقص التغذية املنخفض عموما إىل أن اإلقليم يشارف استنادا إىل االتجاهات الحالية عىل استئصال انعدام األمن الغذايئ الحاد. 14 حالة انعدام األمن الغذائي في العالم 2015
نقص التغذية حول العالم في عام 2015 ويمث ل دعم الوصول إلى الغذاء عنصرا مركزيا للسياسات في اإلقليم حيث بقيت أسعار األغذية األساسية منخفضة في العديد من البلدان حتى حين ارتفعت األسعار العالمية بشكل مط رد. وفي حين يمكن التشكيك في استدامة هذه التدابير إال أن ها ساعدت على الحفاظ على مستويات متدنية لنقص التغذية من خالل توفير قسط وافر من السعرات الحرارية بأسعار مقبولة. غير أن التركيز على السعرات الحرارية خل ف شواغل بشأن الجودة الغذائية لم تعالج على نطاق واسع ما أوجد أشكاال أخرى من سوء التغذية بما في ذلك زيادة انتشار الوزن الزائد والسمنة. إضافة إلى ذلك ال يزال اإلقليم معر ضا النعدام استقرار اقتصادي وسياسي محتمل وفعلي. وتعتمد بعض البلدان بشدة على واردات األغذية وتشير قاعدة مواردها المحدودة التي تقترن بنمو سكاني سريع إلى أن االعتماد على الواردات سيبقى سمة اإلقليم في المستقبل على الرغم من الجهود اآليلة إلى زيادة اإلنتاجية الزراعية. آسيا الجنوبية: أحرز بعض التقد م يف بلوغ الغايات الدولية الخاصة بالجوع إمنا ببطء شديد يربز العبء األكرب للجوع بصورة مطلقة يف آسيا الجنوبية فتشري التقديرات للفرتة 2016-2014 إىل أن نحو 281 مليون نسمة يعانون من نقص التغذية يف اإلقليم ما يظهر انخفاضا طفيفا فقط للرقم املسج ل يف الفرتة 1990-1992 )الجدول 1 ص. 8(. إال أن تقدما ملحوظا قد أحرز بشكل نسبي إذ تراجع معدل انتشار نقص التغذية من 23.9 يف املائة خالل الفرتة 1990-1992 إىل 15.7 يف املائة خالل الفرتة 2016-2014 )الشكل 4(. ويتبع اإلقليم مسارا يفيض إىل إمكانية أكرب إلدارة عبء الجوع. واألهم أن وترية التقد م تسارعت خالل العقد األخري بالرغم من ارتفاع األسعار يف أسواق السلع الدولية. وكان لتطو ر اتجاهات الجوع يف الهند عىل وجه التحديد تأثري كبري عىل النتائج التي حق قها اإلقليم. فلم ينتقل ارتفاع أسعار األغذية العاملية الذي ساد منذ أواخر العقد األو ل من األلفية الثانية بشكل تام إىل األسعار املحلية ال سي ام يف بلدان كربى عىل غرار الهند. ويف هذا البلد ساهم أيضا توسيع برنامج توزيع األغذية يف تحقيق هذه النتيجة اإليجابية. ومل ترتجم زيادة النمو االقتصادي بالكامل إىل استهالك مرتفع لألغذية ناهيك عن نظم غذائية أفضل باإلجامل ما يشري إىل أن الفقراء والجياع عجزوا رمبا عن تحقيق استفادة كبرية من النمو الشامل. وقد أحرزت معظم البلدان في آسيا الجنوبية تقد ما باتجاه بلوغ الغايات الدولية الخاصة بالجوع حتى وإن كانت وتيرتها أبطأ من أن تحقق غايات مؤتمر القمة العالمي لألغذية أو األهداف اإلنمائية لأللفية بما في ذلك على سبيل المثال أفغانستان والهند وباكستان وسري النكا. ولما كانت هذه البلدان تمث ل حصة كبيرة من سكان اإلقليم فإن ها سبب األداء الشامل المتدني ال تزال الهند صاحبة ثاني أعلى مرتبة للعدد المقد ر للسكان الذين يعانون من نقص التغذية في العالم. وتشك ل بنغالديش التي أحرزت تقد ما أسرع وحققت الغاية ج الخاصة بالجوع للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية استثناء الفتا من حيث األداء بفضل اإلطار الشامل لسياسات األغذية الوطنية أيضا الذي اعتمد في منتصف العقد األو ل من األلفية الثالثة. كما أن نيبال لم تبلغ الغاية ج الخاصة بالجوع للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية فحسب بل شارفت على تحقيق عتبة ال 5 في المائة. وكان بلد واحد آخر في اإلقليم وهو جمهورية إيران اإلسالمية قد خف ض معدل انتشار نقص التغذية إلى ما دون 5 في المائة وبالتالي بلغ الغاية ج للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية. آسيا الرشقية وجنوب رشقي آسيا: تقد م رسيع ومعم م باتجاه تحقيق الغايات الدولية الخاصة بالجوع كانت آسيا الرشقية وجنوب رشقي آسيا اإلقليمني الفرعيني األكرث نجاحا يف مكافحة الجوع. فقد انخفض عدد السكان الذين يعانون من نقص التغذية يف آسيا الرشقي ة من 295 مليون نسمة يف الفرتة 1992-1990 إىل 145 مليون نسمة يف الفرتة 2016-2014 أي انخفاض بنسبة 50.9 يف املائة )الجدول 1 ص. 8(. وإبان الفرتة نفسها تراجع معد ل انتشار نقص التغذية من 23.2 يف املائة يف مستهل فرتة الرصد إىل 9.6 يف املائة يف الفرتة 2016-2014 أي تراجع بنسبة أكرث من 60 يف املائة )الشكل 4(. وفي جنوب شرقي آسيا واصل عدد السكان الذين يعانون من نقص التغذية تراجعه المطرد من 137.5 مليون في الفترة 1992-1990 إلى 60.5 مليون بحلول الفترة 2016-2014 أي انخفاض بنسبة 56 في المائة ككل. وتقل ص معد ل انتشار نقص التغذية بنسبة ملحوظة بلغت 68.5 في المائة حيث انخفض من 30.6 في المائة في الفترة 1992-1990 إلى أقل من 10 في المائة في الفترة 2016-2014. وتحرز معظم البلدان في جنوب شرقي آسيا تقد ما سريعا باتجاه تحقيق الغايات الدولية. ويعود الفضل في هذا األداء اإليجابي إلى كمبوديا وإندونيسيا وجمهورية الو الديمقراطية الشعبية وماليزيا وميانمار والفلبين وتايلند وفييت نام مجتمعة. ولم يظهر أي بلد في اإلقليم تقاعسا في التقد م بالنسبة إلى الغايات الدولية. وقد قل صت بروني دار السالم وماليزيا معد ل انتشار نقص التغذية لديهما إلى ما دون حد ال 5 في المائة ما يعني أن هما شارفتا على استئصال الجوع. وكما نوقش بتفصيل أكبر في القسم المعنون "األمن الغذائي والتغذية: محركات التغيير" )الصفحات 42-26( فإن القدر األكبر من نجاح آسيا الشرقية وجنوب شرقي آسيا كان ممكنا نتيجة زيادة النمو االقتصادي الشامل. وخالفا آلسيا الجنوبية شهدت هذه األقاليم الفرعية نموا أكثر شمولية حيث تقاسم المنافع عدد أكبر من الفقراء والضعفاء. وحف ز النمو السريع لإلنتاجية في الزراعة منذ الثورة الخضراء توافر األغذية وحس ن إلى حد كبير وصول فقراء الريف إلى األغذية. وتطغى إنجازات الصين في مجال الحد من الجوع على األداء الشامل آلسيا الشرقية. فقد ساهم هذا البلد في خفض عدد السكان الذين يعانون من نقص التغذية بنحو الثلثين في األقاليم النامية بين 1992-1990 و 2014-2016. وبلغت الصين وجمهورية كوريا الغاية ج الخاصة بالجوع للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية وهدف مؤتمر القمة العالمي لألغذية على السواء. لكن وبالنظر إلى حجم السكان الهائل في الصين فإن ها ال تزال موطنا لما يقد ر بنحو 134 مليون نسمة عرضة للجوع والبلد الذي يضم العدد األكبر من األشخاص الذين يعانون من نقص التغذية. وكانت وال تزال آفاق النمو المستمر وزيادة اتجاه االقتصاد نحو السوق المحلية وتوس ع الفرص االقتصادية في المناطق الداخلية للبلد وتنامي قدرة الفقراء على االستفادة من هذه التطو رات عوامل رئيسية في جهود الحد من الجوع. ومن جديد يمث ل أيضا حجم الصين وزنا على المستوى اإلقليمي ويؤث ر 15 حالة انعدام األمن الغذائي في العالم 2015
نقص التغذية حول العالم في عام 2015 تأثيرا ملحوظا على النتائج العالمية. وتشك ل جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية التي ترزح تحت عبء مستويات نقص التغذية المرتفعة باستمرار والتي تبدي احتماالت ضئيلة لمعالجة مشاكلها في وقت قريب االستثناء الرئيسي الوحيد للتقد م اإليجابي الشامل في اإلقليم. القوقاز وآسيا الوسطى: مك ن التعايف الرسيع من التحو ل إىل اقتصاد السوق من تحقيق الغايات الدولية الخاصة بالجوع ساهمت مجموعة من العوامل يف إحراز التقد م يف القوقاز وآسيا الوسطى مبا يف ذلك النمو االقتصادي الرسيع والبيئة الغنية باملوارد والتحويالت املالية. وبعد مرحلة انتقالية صعبة يف مطلع تسعينيات القرن املايض ات سمت يف معظم األحيان بعدم االستقرار السيايس والتقشف االقتصادي تحس نت الظروف االقتصادية بشكل كبري واستقر الوضع السيايس. وت رجم هذا التقد م إىل انخفاض يف أعباء الجوع عىل امتداد اإلقليم. وتالحظ التقديرات األخرية تراجعا مستمرا يف معدل انتشار نقص التغذية الذي انخفض من ١٤,١ يف املائة يف الفرتة 1992-1990 إىل 7.0 يف املائة يف الفرتة 2016-2014 )الشكل 4 ص. 14(. وأصبح عدد األشخاص الذين يعانون من نقص التغذية أدىن بكثري مقارنة مع أقاليم فرعية آسيوية أخرى 5.8 مليون يف الفرتة 2016-2014 بعدما تراجع من 9.6 مليون يف الفرتة 1992-1990 )الجدول 1 ص. 8(. وكان التقد م سريعا بما يكفي لتمكين اإلقليم ككل ومعظم البلدان على السواء من تحقيق الغاية ج الخاصة بالجوع للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية. وبالفعل فقد بلغت أغلبية البلدان مستويات من معد ل نقص التغذية تناهز عتبة ال 5 في المائة أو تقل عنها. فحق قت أرمينيا وأذربيجان وجورجيا وقيرغيزستان وتركمانستان هدف مؤتمر القمة العالمي لألغذية فيما حق قت كازاخستان وأوزبكستان الغاية ج الخاصة بالجوع للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية. أما البلد الوحيد الذي ال يزال متأخرا على هذا الصعيد فهو طاجيكستان 13 الذي يحرز تقد ما غير كاف لبلوغ الغايات الدولية ويرزح تحت وزر معدل مرتفع نسبيا النتشار نقص التغذية )33.2 في المائة في الفترة 2016-2014(. آسيا الغربية: مل ي حر ز تقد م باتجاه تحقيق الغايات الدولية الخاصة بالجوع عىل الرغم من تدين مستويات نقص التغذية يف عد ة بلدان تربز صورة أقل إيجابية من آسيا الغربية حيث ميكن مالحظة أمناط مختلفة للغاية. فتسج ل بعض البلدان مبا فيها العراق واليمن مستويات مرتفعة النعدام األمن الغذايئ وقد أحرزت تقدما بطيئا باتجاه تحسني هذا الوضع. وعىل العكس فقد بلغت معظم البلدان األخرى منذ فرتة طويلة مستويات ثابتة لألمن الغذايئ بعدما خف ضت معدالت نقص التغذية إىل ما دون 5 يف املائة. وتشمل هذه البلدان اقتصادات مستقرة سياسيا وغنية باملوارد مثل الكويت واململكة العربية السعودية واإلمارات العربية املتحدة إىل جانب األردن ولبنان وعامن وقد حققت جميعها الغاية ج الخاصة بالجوع للهدف 1 من األهداف اإلمنائية لأللفية كام حققت أيضا الكويت وعامن هدف مؤمتر القمة العاملي لألغذية. وتضم املجموعة بلدانا رسيعة النمو ومستقرة سياسيا مثل تركيا. ويشك ل عدم االستقرار السيايس والحروب والنزاعات األهلية وكذلك املؤسسات الهشة العوامل الرئيسية لغياب التقد م 14 يف العراق واليمن ويف بلدان أخرى أيضا يف اإلقليم ال تتوافر بشأنها معلومات موثوقة. وعلى الرغم من العدد المنخفض نسبيا للسكان الذين يعانون من نقص التغذية شهدت آسيا الغربية زيادة في نقص التغذية على امتداد فترة الرصد: فقد ارتفع معد ل انتشار نقص التغذية بنسبة 32.2 في المائة من 6.4 إلى 8.4 في المائة بين الفترة 1992-1990 والفترة 2016-2014 )الشكل 4 ص. 14(. وعلى خط مواز أدى النمو السريع للسكان من 8 ماليين إلى نحو 19 مليونا إلى زيادة دراماتيكية في عدد األشخاص الذين يعانون من نقص التغذية. وبالتالي فإن اإلقليم برم ته لم يحرز تقد ما باتجاه بلوغ أية من الغايات الدولية الخاصة بالجوع نتيجة للوضع المتأزم في البلدان. أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي: تحققت الغايات الدولية الخاصة بالجوع بفعل التقد م الرسيع يف أمريكا الجنوبية تراجع معد ل انتشار نقص التغذية يف أمريكا الالتينية من 13.9 يف املائة يف الفرتة 1992-1990 إىل أقل من 5 يف املائة يف الفرتة 2016-2014 )الشكل 4 ص. 14(. ومبوازاة ذلك انخفض عدد الذين يعانون من نقص التغذية من 58 مليونا إىل أقل من 27 مليون نسمة )الجدول 1 ص. 8(. وعىل غرار معظم األقاليم ميكن إيجاد اختالفات صارخة عىل مستوى البلدان واألقاليم الفرعية. فقد أحرز إقليم أمريكا الوسطى الفرعي عىل سبيل املثال تقد ما أقل مقارنة مع التقد م الذي حققته أمريكا الجنوبية وحتى أمريكا الالتينية عموما. ويف حني متك نت أمريكا الجنوبية من خفض نقص التغذية بأكرث من 75 يف املائة وإىل ما دون عتبة ال 5 يف املائة أخريا تراجع معدل انتشار نقص التغذية يف أمريكا الوسطى بنسبة 38.2 يف املائة فقط خالل فرتة رصد األهداف اإلمنائية لأللفية. وعلى الرغم من التطو رات المتباينة ضمن اإلقليم حققت أمريكا الالتينية الغاية ج للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية وغاية مؤتمر القمة العالمي لألغذية بفروق كبيرة. وتعكس اإلنجازات الشاملة إلى حد كبير التقد م الثابت في أكثر بلدان اإلقليم اكتظاظا. ويعتبر األداء االقتصادي اإليجابي الشامل والنمو المستمر للنواتج في قطاع الزراعة وسياسات الحماية االجتماعية الناجحة من أوجه الترابط الرئيسية للتقد م في اإلقليم. وقد ساهم إدماج شبكات األمان مع برامج خاصة للمزارعين األسريين وأصحاب الحيازات الصغيرة والدعم الموج ه للمجموعات الضعيفة إلى جانب التدخالت واسعة النطاق في مجال األمن الغذائي مثل برامج التغذية المدرسية في تحسين األمن الغذائي في اإلقليم بصورة ملحوظة. وعلى المستوى القاري انطلقت التزامات مهمة في عام 2005 مع مبادرة تحرير أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي من الجوع ومن خالل مجموعة من المبادرات األخرى التي أفضت في النهاية إلى خطة تحقيق األمن الغذائي والتغذية واستئصال الجوع بحلول عام 2025 لجماعة دول أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي 15 التي اعتمدها جميع بلدان اإلقليم في يناير/كانون الثاني 2015 خالل قمتها الرئاسية الثالثة. 16 حالة انعدام األمن الغذائي في العالم 2015
نقص التغذية حول العالم في عام 2015 وتبلغ معد الت الجوع حاليا مستويات ما دون عتبة ال 5 في المائة في األرجنتين والبرازيل وشيلي وكوستاريكا والمكسيك وأوروغواي وجمهورية فنزويال البوليفارية وقد تحقق الهدف الخاص بالجوع لمؤتمر القمة العالمي لألغذية في األرجنتين والبرازيل وشيلي وغيانا ونيكاراغوا وبيرو وأوروغواي وجمهورية فنزويال البوليفارية. وعلى العموم حقق 13 بلدا في أمريكا الالتينية الغاية ج الخاصة بالجوع للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية. وإضافة إلى تلك اآلنفة الذكر تشمل البلدان هذه بوليفيا )دولة متعددة القوميات( وغيانا وبنما وبيرو وسورينام. وتسير أربعة بلدان أخرى تضم كولومبيا وإكوادور وهندوراس وباراغواي في االتجاه الصحيح لبلوغ الغاية ج للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية خالل السنوات القليلة المقبلة في حال استمرت االتجاهات الحالية. ولم يسج ل أي بلد في اإلقليم معد ل انتشار لنقص التغذية يفوق 20 في المائة وإن بدت بعض البلدان من قبيل غواتيماال أو السلفادور بعيدة عن المسار الصحيح لتحقيق الغايات الدولية. ولم تتمك ن منطقة البحر الكاريبي ككل على غرار أمريكا الوسطى من تحقيق الغاية ج للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية. ولكن خالفا ألمريكا الوسطى يسج ل عبء الجوع المتبقي في جميع بلدان البحر الكاريبي تقريبا مستوى أدنى وبالتالي يمكن إدارته بشكل أكبر. وقد انخفض معد ل انتشار نقص التغذية من 27.0 في المائة في 1992-1990 إلى 19.8 في المائة في الفترة 2016-2014 أي تراجع بنسبة 26.6 في المائة على نحو نسبي. غير أن العديد من فرادى بلدان البحر الكاريبي حققت الغايات الدولية أو على األقل شارفت على تحقيقها. وقد بلغت بربادوس وكوبا والجمهورية الدومينيكية وسانت فنسنت وجزر غرينادين جميعها الغاية ج الخاصة بالجوع للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية. كما بلغت البلدان الثالثة األخيرة هدف مؤتمر القمة العالمي لألغذية األكثر تطل با. وباتت جامايكا وترينيداد وتوباغو على مقربة جدا من تحقيق الغاية ج للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية. ويعود تخل ف اإلقليم ككل إلى المشاكل العسيرة المستمرة بال هوادة إلى حد كبير في هايتي وهو بلد يتعر ض لكوارث طبيعية متواترة وال يزال يشهد نموا بطيئا في توافر األغذية مقارنة بنمو السكان ويرزح تحت وزر التدهور المتزايد لقاعدة الموارد 16 وكذلك االقتصاد الوطني الهش. أوسيانيا أحرزت البلدان النامية يف أوسيانيا تقد ما بطيئا باتجاه تحسني األمن الغذايئ. وتراجع املعدل الشامل النتشار نقص التغذية بأقل من 10 يف املائة بني الفرتة 1992-1990 والفرتة 2016-2014. وهذا يتطابق مع زيادة بنحو 0.5 مليون نسمة يف عدد السكان الذين يعانون من نقص التغذية أو بنسبة 50 يف املائة. وميكن أن يتأث ر األمن الغذايئ يف معظم هذه البلدان إىل حد كبري بالصدمات الخارجية مبا يف ذلك تقل بات األسعار الدولية واألحوال املناخية الرديئة والتغري ات املفاجئة يف توافر بضعة أغذية أساسية مهمة مثل األرز نظرا إىل أن ها يف العموم دول جزرية صغرية نامية تعرف باعتامدها الشديد عىل استرياد األغذية. وترزح جزر املحيط الهادئ تحت أعباء متعددة لسوء التغذية وعىل الرغم من تراجع الجوع ببطء إال أن الوزن الزائد والسمنة واألمراض غري املعدية من قبيل مرض السكري من نوع 2 ومرض أوعية القلب نتيجة لذلك تلحق أرضارا متزايدة بالحالة الصحية واالقتصادية يف اإلقليم. وحق قت بلدان عد ة في إقليم أوسيانيا شملها هذا التقرير الغاية ج الخاصة بالجوع للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية بما في ذلك فيجي وكيريباس وساموا وجزر سليمان فيما عجزت فانواتو عن ذلك. وبلغت ساموا أيضا الهدف األكثر طموحا لمؤتمر القمة العالمي لألغذية. وتدهور الوضع في فانواتو بصورة دراماتيكية منذ أن ضرب إعصار بام الجزر في مارس/آذار 17 2015. وقبل وقوع هذا الحدث الكارثي كان البلد يشهد تقد ما مستمرا في الحد من الجوع. وفي حالة بابوا غينيا الجديدة وهي إلى حد بعيد البلد األكثر اكتظاظا بالسكان في اإلقليم لم يكن ممكنا إجراء تقييم مفص ل بفعل عدم توافر بيانات أساسية موثوقة. وبالرغم من التقد م الشامل المحرز هناك لبس كبير يلف الوضع في البلد مع الغياب البارز للمعلومات الالزمة لتقدير نقص التغذية بشكل موثوق. وتشير األدل ة المبدئية إلى أن حالة األمن الغذائي في البلد ال تزال بعيدة كل البعد عن الحل. االستنتاجات الرئيسية بناء على التقديرات األخيرة ال يزال هناك نحو 795 مليون شخص يعانون من نقص التغذية على مستوى العالم بعدما تراجع العدد إلى 167 مليونا خالل العقد األخير وانخفض بنحو 216 مليونا مقارنة بما كان عليه في الفترة 1992-1990. وهذا يعني أن أكثر من شخص واحد من أصل كل تسعة أشخاص في العالم غير قادر حاليا على استهالك ما يكفي من األغذية لينعم بحياة نشطة وصحية. يعيش حوالي 780 مليون نسمة أو األغلبية الساحقة ممن يعانون الجوع في األقاليم النامية. وقد تراجع انتشار نقص التغذية في هذه األقاليم بنسبة 44.4 في المائة منذ الفترة 1992-1990 وتبلغ النسبة الشاملة اليوم 12.9 في المائة من إجمالي السكان. يمث ل عام 2015 نهاية فترة الرصد للغايات المتصلة بالجوع لمؤتمر القمة العالمي لألغذية واألهداف اإلنمائية لأللفية. وتشير التوق عات األخيرة إلى أن األقاليم النامية ككل بلغت تقريبا الغاية ج الخاصة بالجوع للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية. ومن منظور إحصائي لم تتحقق الغاية بهامش صغير ولكن من منظور إنمائي فقد تم الوفاء بجوهر التزام الغاية ج للهدف 1 من األهداف اإلنمائية لأللفية على األقل عالميا. ومن باب المفارقة لم تتحقق غاية مؤتمر القمة العالمي لألغذية بهامش كبير. ويفوق العدد المقد ر لألشخاص الذين يعانون من نقص التغذية بنحو 285 مليون نسمة الغاية المتوخاة لعام 2015. 17 حالة انعدام األمن الغذائي في العالم 2015